محاضرة علمية في كلية الطب المستنصرية حول الطفيلي الآكل للدماغ وأخطاره
بقلم: شريف هاشم – بغداد
ضمن إطار الأنشطة الأكاديمية والتوعوية، نظّمت كلية الطب في الجامعة المستنصرية، بالتعاون مع فرع الأحياء المجهرية، محاضرة علمية متخصصة حول “الطفيلي الآكل للدماغ”. جاءت هذه الفعالية ضمن جهود شعبة التعليم المستمر، حيث ألقت المحاضرة كلٌّ من المدرس الدكتورة لينا عادل جبر والمدرس المساعد لبنى حسين علي، بحضور نخبة من التدريسيين، وطلبة الدراسات العليا، وذلك في قاعة مناقشات الفرع بمجمع المستنصرية الطبي.
التعريف بالطفيلي الآكل للدماغ
تناولت المحاضرة التعريف بـ نيجليريا فوليري (Naegleria fowleri)، وهو نوع من الأميبا الطفيلية يُعرف باسم “الأميبا الآكلة للدماغ”، يعيش في البيئات المائية الدافئة مثل البحيرات العذبة، والأنهار، وأحواض السباحة غير المعقمة بشكل جيد. يُعد هذا الطفيلي مسببًا أساسيًا لالتهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)، وهو مرض نادر لكنه شديد الخطورة وقاتل في معظم الحالات.
طرق الانتقال والأعراض السريرية
تمت الإشارة خلال المحاضرة إلى آلية انتقال نيجليريا فوليري إلى جسم الإنسان، حيث يدخل عبر الأنف أثناء السباحة أو التعرض للمياه الملوثة، ليصل إلى الدماغ مسببًا التهابًا حادًا وخطيرًا. وتشمل الأعراض السريرية المصاحبة للعدوى الصداع الشديد، الحمى، الغثيان، التقيؤ، تصلب الرقبة، والاضطرابات العصبية التي تتفاقم بسرعة وقد تؤدي إلى الوفاة خلال أيام قليلة إذا لم يتم تشخيص الحالة وعلاجها مبكرًا.
التشخيص والعلاج والوقاية
تم التطرق إلى أساليب التشخيص المخبرية المستخدمة للكشف عن الطفيلي، والتي تشمل تحليل السائل النخاعي، الفحوصات الميكروسكوبية، والتقنيات الجزيئية المتقدمة. أما العلاج، فيعتمد على مزيج من العقاقير المضادة للطفيليات، مثل الأمفوتيريسين ب، لكنه لا يزال محدود الفعالية، مما يجعل الوقاية الوسيلة الأهم لمكافحة المرض.
وفي هذا السياق، تم تقديم إرشادات للحد من انتشار الطفيلي، مثل تجنب السباحة في المياه غير المعالجة، واستخدام الماء المقطر أو المغلي لغسيل الأنف، وتحسين جودة مياه المسابح.
تفاعل الحضور وأهمية التوعية
شهدت المحاضرة نقاشات علمية ثرية بين الأساتذة والطلبة، حيث تم استعراض إحصائيات عن الحالات المسجلة في العراق، إضافةً إلى تبادل الآراء حول سبل الحد من انتشار هذا الطفيلي القاتل. وفي ختام الجلسة، تم تقديم الشكر للمحاضرتين على جهودهما القيمة، مع التأكيد على أهمية نشر الوعي حول الأمراض النادرة والمعدية.
